الأربعاء، 4 سبتمبر 2013

أحاديث من القلب

الاسم العجيب (71)
فخرى كرم
بعدما تكلمنا عن بعض أسماء ربنا يسوع المسيح المذكورة في العهدين القديم والجديد أريد أن أختم معكم هذه السلسلة من المقالات بالحديث عن آخر أسماء الرب التي ذُكرت في سفر الرؤيا، الاسم الذي سيُعلن في يوم قريب أمام عيون كل البشر، الاسم الذي سيحمله ربنا في مجيئه الثاني إلى الأرض:
ملك الملوك ورب الأرباب
«ثم رأيت السماء مفتوحة وإذا فرس أبيض والجالس عليه يُدعى أميناً
وصادقاً وبالعدل يحكم ويحارب، وعيناه كلهيب نار وعلى رأسه تيجان كثيرة
وله اسم مكتوب ليس أحد يعرفه إلا هو....وله على ثوبه وعلى فخذه
اسم مكتوب ملك الملوك ورب الأرباب» (رؤ19: 11-16)
إن الذي أتى إلى عالمنا في مجيئه الأول يحمل اسم «العبد» لأنه أتى لكي يصنع مشيئة الذي أرسله، والذي سار في أرضنا يحمل لقب «حمل الله» أو «الخروف» لأنه كان مزمعاً أن يقدم حياته ذبيحة إثم لأجلنا، هذا الشخص المبارك عينه يجلس الآن عن يمين العظمة في الأعالي يحمل اسماً جديداً لا يعرفه أحد إلا هو، ولكن عندما يعود ليُظهر نفسه للعالم في مجيئه الثاني سيكون هذا الاسم الجديد مكتوباً على ثوبه وعلى فخذه لكي يراه ويعرفه الكل، هذا الاسم هو «ملك الملوك ورب الأرباب»!!
إن ربنا المعبود يحمل هذا الاسم منذ أن أقامه الآب من الأموات وأجلسه عن يمينه في السماويات فوق كل رياسة وسلطان وقوة وسيادة وكل اسم يُسمَّى ليس في هذا الدهر فقط بل في المستقبل أيضاً وأخضع كل شيء تحت قدميه وإياه جعل رأساً فوق كل شيء (أف1: 20-22) إن العالم يحكمه الآن مجموعة من الرياسات والسلاطين والقوى السياسية والعسكرية، وإذا كان ربنا جالساً الآن فوق كل هؤلاء الملوك والأرباب التي تحكم الأرض إذاً فهو «ملك الملوك ورب الأرباب»!! إن ربنا متسلط في مملكة الناس الآن من خلال تسلطه على القوى المتحكمة في حياة البشر، ولكن هذا التسلط غير مُعلن للناس بل هو يعمل من خلف الستار ومن خلال القوى المنظورة، ولذلك فاسم «ملك الملوك ورب الأرباب» غير مُعلن في الزمن الحاضر بين البشر ولا يعرف أحد معناه ومدى قوته وسلطانه إلا ربنا نفسه، حتى أبناء الله أنفسهم غير مُعلن لهم مدى عظمة وعمق هذا الاسم في الوقت الحاضر، ولذلك نراهم يخافون ويضطربون ويحزنون كثيراً من جراء الأحداث والاضطرابات السياسية والاجتماعية التي تدور حولهم، إننا لا نفهم حتى الآن معنى أن يكون ربنا جالساً فوق كل رياسة وسلطان وقوة وسيادة، لأننا لو فهمنا هذا الحق لهدأت نفوسنا واستقرت!!

لكن الكتاب يعلمنا أنه في وقت قريب سيأتي ربنا مرة أخرى إلى أرضنا، وعندما تُفتح له السماء سيراه العالم أجمع وهو جالس على فرس أبيض وتتبعه كل جند السماء، وسيرى العالم هذا الاسم معلناً بكل وضوح «ملك الملوك ورب الأرباب»!! ولعله مناسباً في هذا الوقت التي تتصارع فيه كل القوى حولنا على السلطة والنفوذ أن نتأمل قليلاً في عظمة ومجد هذا الملك العجيب والفريد: ربنا يسوع المسيح!! (يتبع)