الاثنين، 7 أكتوبر 2013

أحاديث من القلب

الاسم العجيب (72)
فخرى كرم
قلنا أن لقب «ملك الملوك ورب الأرباب» هو آخر ألقاب ربنا يسوع المسيح في الكتاب المقدس لأنه آخر لقب سيُعلن للعالم في نهاية الزمان، وقلنا أن ربنا يحمل هذا اللقب الآن ولكن بشكل سري غير مُعلن للعالم، فمن ينظر لممالك العالم الآن يرى أن البشر هم الملوك والأرباب المسيطرون على الأحداث، ومَن أعطته كلمة الله بصيرة روحية أعمق يرى أن هذه الممالك كلها قد دُفعت للشيطان ووُضعت فيه، وأن الشيطان هو رئيس هذا العالم فعلياً وإله هذا الدهر روحياً، لكن المستقبل سيكشف للجميع عن مفاجأة لم يتوقعها أحد وسيزيح الستار عن حقيقة مجيدة لم يدركها أحد، وهي أن ملك كل هؤلاء الملوك ورب كل هؤلاء الأرباب كان دائماً هو ربنا يسوع المسيح!! وأنه كان كل الوقت المسيطر الفعلي على كل مجريات الأمور في هذا العالم والمتحكم في مساره، وأن إبليس نفسه وكل أجناده كانوا تحت سلطانه وملكوته كل الوقت، وأنه تبارك اسمه كان يقود من وراء الستار كل الأشخاص والأحداث إلى النهاية المرسومة من الله!! عندها ستجثو باسم يسوع كل ركبة ممَن في السماء (الملائكة والقديسين) ومَن على الأرض (البشر بمَن فيهم مِن الملوك والأرباب) ومَن تحت الأرض (إبليس ومملكته) ويعترف كل لسان أن يسوع المسيح هو رب لمجد الله الآب (في 2: 10، 11) ونريد الآن أن نتحدث قليلاً عن مميزات ملكوت ربنا يسوع المسيح واختلافه جوهرياً عن كل ملكوت آخر عرفته الأرض، فملكوت ربنا يختلف تماماً في شرعيته وطبيعته واتساعه وامتداده.
 (1) شرعية الملكوت
كل ملكوت يحتاج إلى نوع ما من الشرعية تسنده وتعطيه الصلابة والسلطان، ولقد شهد عالمنا نوعين من الشرعية قامت عليهما الممالك وتأسست الدول:
 النوع الأول هو «شرعية القوة»: فمن يمتلك القوة يمتلك القدرة على بسط نفوذه وسلطانه على الشعوب، والغالبية العظمي من الممالك التي تأسست في أرضنا كانت تستمد شرعيتها من القوة، من يمتلك القوة يفرض سلطانه على الشعوب الأقل منه قوة، لذلك كانت هذه الممالك تزدهر في عصور قوتها وتزوي حين تنهار قوتها أو تظهر قوة أكبر منها، فرأينا مملكة أشور وعاصمتها نينوى تحكم العالم بالقوة والعنف ثم رأيناها تسقط أمام قوة الكلدانيين وعاصمتهم بابل وتسلم لهم السلطة على العالم، ثم رأينا مملكة بابل تنهار أمام قوة مادي وفارس وتلك بدورها سقطت أمام الإسكندر الأكبر القائد اليوناني الذي انكسر فجأة تاركاً الساحة لقوة المملكة الحديدية أي مملكة الرومان (دا 2: 31-45)  
 وحتى في عالمنا المعاصر نرى هذا النوع من الشرعية مازال سارياً ولو بشكل أكثر تحضراً!! فمن يمتلك القوة العسكرية والاقتصادية هو من يحكم العالم فعلياً، كلمته فاعلة ومشورته نافذة، إننا لا نزال نعيش بقانون الغابة وإن كنا نحاول أن نجعله أكثر تحضراً وقبولاً، ولذلك نرى صراع الشعوب على امتلاك السلاح بكل أشكاله الفتاكة، فالممالك القوية اليوم هي التي تمتلك فعلياً القدرة على الفتك بالآخرين!! وللحديث بقية (يتبع)