عن الروح القدس ( 12 )
بقلم فخري كرم
تحدثنا من قبل عن
مؤثرات الروح و ثمار الروح و الآن نتحدث قليلا عن مواهب الروح ، تلك القدرات
الروحية الخاصه التي يمنحها الروح للكنيسه من أجل إظهار مجد الله للعالم و بنيان
جسد المسيح ، و هي تنقسم من حيث الأهميه إلى مواهب رئيسية أساسيه و أخرى ثانوية
تكميليه :
المواهب الرئيسية الأساسية
الرسل
والأنبياء والمعلمون والمبشرون والرعاة يمثلون الأساس والأعمدة في بنيان الكنيسة (
أف 2 :2 ، 4 : 11 ـ 12 ، غل 2 : 9 ) فهم يحملون مسئولية تكميل القديسين وعمل
الخدمة وبنيان جسد المسيح ، وبدون توفر هذه المواهب لا يمكن أن تكون هناك الكنيسة
صحيحة قوية متكاملة قادرة على الشهادة لله .
وهذه
المواهب الرئيسية ليست مجرد عطايا مجانية مثل المواهب الثانوية ، بل هي تحتاج إلى
تدريب طويل وإعداد شاق وتشكيل قد يستمر سنوات طويلة . قبل أن ينال رجل الله لقب
" رسول " أو " نبي " أو " معلم " أو " راع
" ولعل هذا السبب وراء ندرة هذه المواهب على امتداد التاريخ ، فإذا نظرنا إلى
حياة موسى وصموئيل وداود وإيليا .. وجدنا أن كلا منهم كان فريدا في عصره ولم يظهر
إلا بعد فترات مجدبة مملوءة ظلمة وارتدادا .
·( الرسول ) هو الشخص المكلف بنقل رسالة
متكاملة من الله للناس . إن خدمته " شاملة " لا تقتصر على التعليم أو
الرعاية أو الوعظ فقط بل ينبغي أن يحمل رسالة متكاملة مؤيدة بسلوكة وكلامه وحتى
بدمائه .
·( النبــى ) : هو شخص يحمل رسالة محددة لشعب
محدد في ظروف محددة . أنه لا يحمل رسالة متكاملة الجوانب مثل الرسول لكنه ينحصر في
جانب معين حتى يتممه ، مثل اشعياء وخدمته قبل السبي ، وارميا النبي الذي انحصر في
أحزان الشعب المرتد حتى سمي " النبي الباكي " وذكريا نبي الرجاء للأمة
الخاطئه ، ويونان النبي المكلف يحمل رسالة الدينونة لشعب نينوى ... الخ .
·( المعلــم ) : هو الشخص المكلف بشرح حق الله
وإعلان فكره وإرادته من جهة شعبه ، حتى يستطيع الشعب أن يعيش بحسب حق الله . أن
خدمته لا ترتبط بالظروف المتغيرة لشعب الله مثل النبي ، لكنه يرتبط بالأفكار
الثابتة والإرادة الإلهية غير المتغيرة ، وهو أساسا يتعامل مع " الذهن "
.
·( المبشر أو الواعظ ) : هو الشخص المكلف بمخاطبة الإحساس
وأيقاظ الضمير والتأثير على الإرادة كي تتخذ قرارها في اتجاه الله . قد لا يحتوى
كلامه على " تعاليم " متكاملة لكنه ينبغي أن يحتوى على تأثير وتبكيت
الروح القدس ( انظر أع 2 ، 17 : 22 ـ 31 ) .
·( الراعـــى ) : هو الشخص المكلف بالعناية بشعب
الرب أفرادا ، وهذا بعكس الرسول أو النبى الذي يتعامل مع الشعب كمجموع . انه مكلف
بنقل التعليم لكل فرد بأسلوب أبوي مترفق بحسب الحاجة والقامه الروحية أو كما قال
الرب له المجد " العلوفة في حينها " انه شخص ذو قلب كبير يعرف كيف يحتوى
الضعف والقصور الذي في شعب الرب ، يعرف كيف يحمل الضعيف ويجبر الكسير ويعصب الجريح
ويسترد المطرود ، وإذا كان المعلم مكلفا بنقل حق الله في عمومه فالراعي هو المكلف
بنقل نفس الحق إلى كل نفس بالصورة والجرعة التي تناسب احتياج كل فرد وفى توقيت
المناسب .
لعل
هذا التعريف المختصر يظهر لنا مدى الخسارة التي تصيب الكنيسة إذا نقصت أحدى هذه
المواهب الرئيسية ، ولعله أيضا يفسر لنا سبب الضعف والتشتت الموجود في كنيسة اليوم
.
المواهب الثانوية التكميلية
كلام الحكمة ، وكلام العلم ،
والإيمان ، والشفاء ، والقوات ، والنبوة ، وتمييز الأرواح، والألسنة ، وترجمة
الألسنة . هذه قدرات روحية خارقة للطبيعة يأخذها المؤمنون مجانا بالنعمة ولا تحتاج
إلى سابق إعداد أو تدريب ، لذلك فهى ليست دليلاً على بلوغ قامة روحية عالية ،
فالتلاميذ صنعوا القوات باسم الرب قبل أن ينالوا ملء الروح في يوم الخمسين ،
وكنيسة كورنثوس لم تكن ناقصة في موهبة ما لكنهم كانوا جسديين أطفالا في المسيح ( 1
كو 3 : 1 ) . بل إن غير المؤمنين قد ينالون هذه المواهب لغرض ما في قلب الله !!
انظر ( ع 23 ، 24 ، مت 7 : 22 ) ( يتبع ) .