الأربعاء، 5 مارس 2014

أحاديث من القلب


الاسم العجيب (76 الأخيرة)
فخرى كرم

بعد رحلة طويلة حاولنا فيها أن ندرس بعض الأسماء والألقاب التي أُطلقت على ربنا يسوع المسيح ها نحن نصل (ولو مؤقتاً) إلى نهاية هذه السلسلة من التأملات، ونريد أن نؤكد في الختام أننا لم نتطرق إلى كل أسماء ربنا المعبود ولم نحصر كل ألقابه له المجد، وربما نعود يوماً ما لإكمال دراستنا في هذا الاسم العجيب، لكننا شعرنا أننا تطرقنا للقدر الكافي من الأسماء الذي يقدم للقارئ العزيز الحقيقة الخالدة الذي نطق بها الرسول بطرس:

«ليس بأحد غيره الخلاص، لأن ليس اسمٌ آخر تحت السماء

قد أُعطي بين الناس به ينبغي أن نخلص» (أع 4: 12)

الرسول يؤكد هنا أن اسم يسوع هو الاسم الوحيد الذي يمكننا أن نخلص به، إنه ليس مجرد اسم عَلَم كالذي يُطلق على سائر البشر للتعريف بهم، لكنه اسم يكشف عن حقيقة شخصه وعمله وقدرته على خلاص البشر، لقد أردنا في المقالات السابقة أن نقول للقارئ العزيز أنك تحتاج إلى أن تتعرف على «عمانوئيل» لكي تعرف الله الحقيقي وتدخل في شركة معه فتخلص من كل الضلالات والديانات التي تقدم صور مزيفة ومغلوطة عن الله، بدون «عمانوئيل» الذي تفسيره الله معنا لا يمكنك أن تقترب إلى الله أو تتعرف عليه!!

كما أنك تحتاج أن تعرف «يسوع» لكي تخلص من خطاياك، فيسوع هو الاسم الذي أُطلق على ربنا في ميلاده على الأرض لأنه يخلص شعبه من خطاياهم، وهذا الخلاص لا يعني الخلاص فقط من أجرة الخطية بل أيضاً من سلطانها وقوتها على حياتك!!

وأنت تحتاج بشدة أن تدخل في شركة مع «المسيح» لأنه الممسوح من الله نبياً وكاهناً وملكاً لحياتك، بدونه لن تستطيع أن تستقبل فكر الله لحياتك لأنه الممسوح الوحيد من الله نبياً لحياتك، وبدونه لن تستطيع أن تقترب إلى الله بعبادة مقبولة لأنه الممسوح من الله كاهناً لحياتك، وبدونه لن تستطيع أن تحيا ضمن ملكوت الله لأنه الممسوح ملكاً على حياتك!!

وأنت تحتاج أن تعرف «الكلمة» المعبِّر عن فكر الله والشارح والمعلن عن جوهره، وتحتاج أن تعرف «الابن» الشريك في ذات جوهر الله والوارث لكل مجده، وتحتاج في ذات الوقت أن تعرفه «ابن الإنسان» الذي اشترك معنا في اللحم والدم وشاركنا في كل آلامنا وأوجاعنا تاركاً لنا مثالاً لكي نقتفي خطاه، وتحتاج أن تعرفه «العبد» الذي أطاع وخدم الآب على الأرض بشكل كامل مقدماً لنا نموذجاً لما ينبغي أن تكون عليه حياتنا وعبادتنا، وأنت تحتاج أن تعرفه «ملك الملوك ورب الأرباب» لكي تعيش حياتك برجاء مجيئه مرفوع الرأس والعين عن كل ممالك الأرض ومجدها المزيف!!

وهذه المعرفة بصاحب هذا الاسم العجيب كلما ازدادت يوماً بعد يوم سيزداد خلاصك وتحررك من الفخاخ والضلالات والانحرافات الروحية والسلوكية والعقائدية التي أصبحت كثيرة جداً في أيامنا الأخيرة هذه، وكما حفظ يسوع تلاميذه «في اسم» الآب عندما كان معهم على الأرض (يو17: 12) أستودعك عزيزي القارئ للحفظ والحماية «في اسم» يسوع، الجالس الآن عن يمين العظمة في الأعالي، له كل المجد لأبد الدهور!!