الصلاة باسم يسوع
( 5 )
ذكرنا
خمسة شروط أساسية ينبغي أن تتوفر فينا إذا كنا نريد أن نستخدم اسم يسوع بسلطان في
صلواتنا ، و اليوم نذكر الشرط السادس "
الصلاة باسم يسوع
هي صلاة الملء بالروح
في (يوحنا 14 ، 16 ) شرح الرب لتلاميذه أن عهدا جديدا سوف يبدأ قريبا ، و سيؤثر تأثيرا
جوهريا في حياتهم و صلاتهم ، ألا و هو عهد الروح القدس ، و أكد الرب في حديثه على
ثلاثة أمور ، الأول هو انفصاله الوشيك عنهم و صعوده إلى الآب ، و الثاني هو الحدث
العظيم الذي يتبع هذا الصعود أي نزول الروح القدس و حلوله عليهم ، و الأمر الثالث
كان هو الاتحاد العجيب الذي سينشأ بينه و هو في السماء و بين تابعيه و هو على
الأرض ، هذا الاتحاد الذي سيتحقق عمليا بواسطة شخص الروح القدس المبارك .
الروح
القدس سيكون هو الرابط الأساسي في هذه الوحدة العجيبة ، إن الروح الذي يملأ الرأس
نفسه سوف ينسكب ليغمر الأعضاء أيضا ، و سوف يجمعهم معا في وحدة عظيمة مكونا
الكنيسة التي تحتوي على ذات حياة المسيح ، الحياة الآتية من فوق ، و المسيح الذي
كان حتى هذه اللحظة " معهم " سيكون عندئذ " فيهم " و هو
سيكونون " فيه "، و الجميع معا سيكونون " مسيحا " واحدا ، كما
يقول الرسول بولس : " لأنه كما أن الجسد هو واحد و له أعضاء كثيرة و كل أعضاء
الجسد الواحد إذا كانت كثيرة هي جسد واحد كذلك المسيح أيضا " (1 كو 12
: 12 ) .
كان الروح
القدس هو طبيعة المرحلة الجديدة التي كانت على وشك البدء ، و هو الذي سيجعل
التلاميذ قادرين على تقديم نوعية جديدة من الصلاة لم يعرفوها من قبل ك " إلى
الآن لم تطلبوا شيئا باسمي ، أطلبوا تأخذوا ليكون فرحكم كاملا ، في ذلك اليوم تطلبون
باسمي ، و لست أقول لكم إني أسأل الآب نت أجلكم " ( يو 16 : 24 , 26 ) .
قبل يوم
الخمسين لم يكن ممكنا أن يشترك التلاميذ في هذا الاسم المبارك ، لأن الاتحاد بينهم
و بين الرأس لم يكن قد كمل بعد ، و الرأس لم يكن قد أخذ مكانه في السماء بعد ، و
روح الحياة لم يكن قد انسكب منه إلى تلاميذه بعد ، و الكنيسة لم تكن قد ولدت بعــد
، و المؤمنون لم يكونوا بع ملء الذي يملأ الكل في الكل .
و كان
حلول الروح القدس هو وحده القادر على فعل كل هذا ، و قدومه الانتصاري من فوق و
ملؤه العميق و مسحته الغنية لكل عضو في الكنيسة ، استطاع وحده أن يجعل الإنسان
يختبر معنى الوجود " في "
المسيح. و يعطي المؤمنين الحق في الاشتراك في سلطان اسم يسوع و استخدام هذا
الاسم في صلاتهم .
و الصلاة
في اسم يسوع لا تصبح اختبارا حيا إلا حين نمتلئ و نفيض بالروح القدس ، لأن الصلاة
باسم المسيح هي التعبير الطبيعي للحياة الممتلئة و الفائضة بالروح القــدس ، و
استخدام اسم يسوع في التشفع هو التعبير الطبيعي عن وجود " روح التضرع "
بداخلنــا ( أنظر رو 8 : 26 ، 27 ) .
إن حق
استخدام هذا الاسم المبارك ممنوح فقط لأصحاب الحياة الجديدة ، حياة المسيح المقام
، الحياة التي تحل في أجسادنا المائتة بواسطة شخص الروح القدس ، لذلك فهؤلاء
المملوءون بالروح القدس هم فقط الذين يستطيعون الصلاة بسلطان اسم المسيح .
و من
المفيد أن نلاحظ أن الرسول بولس عندما كتب إلى أهل أفسس علمهم أولا حق اتحادهم
بالمسيح ثم اتبع هذا بالأمر المحدد : " لا تسكروا بالخمر الذي فيه الخلاعة بل
امتلئوا بالروح " أنه يعلم أنهم بواسطة هذا الملء فقط سيختبرون عمليا القيمة
غير المحدودة لهذا الاتحاد العجيب بينهم و بين المسيح ، و أكد بولس أن واحدة من
النتائج التي سوف تتبع هذا الملء الذي يأمرهم به هي أنهم سيكونون قادرين على الشكر
في كل حين على كل شئ ، و سيفعلون هذا في " اسم ربنا يسوع المسيح " ( أف
5 : 18 ) .
و لهذا
فالصلاة باسم يسوع لا تنفصل أبدا عن الصلاة " في الروح القدس " و لهذا
يقول يهوذا : " و أما أنتم أيها الأحباء فابنوا أنفسكم على إيمانكم الأقدس
مصلين في الروح القدس " ( يه 20 ) و يقول بولس : " لأننا لسنا نعلم ما
نصلي لأجله كما ينبغي و لكن الروح نفسه يشفع فينا بأنات لا ينطق بها " ( رو 8
: 26 ) و أيضا : " مصلين بكل صلاة و طلبة كل وقت في الروح و ساهرين لهذا
بعينه " ( أف 6 : 18 ) .
إن الملء الحي
بالروح القدس ضروري للاستخدام الحي لاسم يسوع . و الوصية الملزمة " امتلئوا
بالروح " هي المفتاح الضروري للصلاة المؤثرة الفعالة كما أنها المفتاح لأشياء
أخرى كثيرة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق